الحب في الله
الاحد, 25 مايو, 2008
إن لله سبحانه وتعالي جلساء يوم القيامة عن يمين العرش ــ وكلتا يَدَي الله يمين ــ علي منابر من نور وليسوا بأنبياء ,ولا شهداء , ولا صديقين . قيل من هم؟ قال : هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالي .. المتحابون بجلال الله تبارك وتعالي
الحديث يتكلم عن مقام لايدانيه مقام.. وهو أعلي مقام يوم القيامة .. وقد أكد الرسول صلي الله عليه وسلم علي حصول هذا المقام للمتحابين بجلال الله بذكرهم في الحديث مرتين .. فأي جاه هذا , وأي شرف هذا : أن يجلس الإنسان عن يمين ملك الملوك في يوم فزع وخوف .. يوم خزي وعار .. يوم الناجي فيه ناجي إلي الأبد والهالك فيه هالك إلي الأبد .. وأول جملة في الحديث يهتز لها القلب ويحتار فيها العقل .. فذلك يوم توضع فيه الأنساب .. ولا يسأل حميم حميما .. ولكل امرئ شأن يغنيه .. وهولاء الجلساء عن يمين العرش.. واليمن من البركة .. والله تبارك وتعالي منزه عن الاختصاص بالجهات , ولذلك قيل : وكلتا يَدي الله يمين .. فكأن الجلساء في مكانة واحدة ودرجة واحدة من علو ومنزلة .. وهم علي منابر من نور أي مكان عال مرتفع , يراهم كل أهل الموقف جميعا .. .وجوههم مضيئة بنور لايدانيه نور ولا يمكن أن يوصف وأول مايطرأ علي الذهن أن هذه المكانة الرفيعة لابد أن تكون للأنبياء والصديقين والشهداء.. ولكن النبي صلي الله عليه وسلم ينفي هذا , ويقول ويخبرهم بأنهم " المتحابون بجلال الله" ويكررها مرتين للتأكيد .. وقد يتساءل الإنسان عن حساب هؤلاء : كيف يكون ؟ وعن هذه المكانة : لأي مدي تطول ؟ فيجيب الرسول عن هذه التساؤلات بقوله في حديث آخر : إن لله عبادا يجلسهم يوم القيامة علي منابر من نور , يغشى وجوههم النور , حتي يفرغ من حساب الخلائق ...ومعني ذلك أن الجالسين علي منابر النور آمنون من الحساب في يوم طوله خمسون ألف سنة